هل سيتمكن تشلسي الانكليزي من الاستفادة من التقدم الذي حققه بتعادله ومواطنه ليفربول 1-1 في «انفيلد رود» في ذهاب نصف نهائي دوري ابطال اوروبا في كرة القدم؟
هل سينجح الاسرائيلي افرام غرانت، مدرب تشلسي، حيث فشل سلفه البرتغالي الفذ جوزيه مورينيو الذي تشهد السجلات على سقوطه مرتين في المفترق الاوروبي نفسه (نصف النهائي) امام ليفربول بالذات في 2005 و2007؟
في حال استمر الحظ حليفاً لغرانت «المغمور»، كما كان في جولة الذهاب عندما سجل النروجي ريزه هدف التعادل عن طريق الخطأ في مرمى فريقه في اللحظات القاتلة من اللقاء، فإن حلم بلوغ ال «ريدز» النهائي الاوروبي للمرة الاولى في تاريخهم سيصبح حقيقة عندما يستقبل «الفريق الازرق» ضيفه الشمالي في جولة الاياب مساء الاربعاء.
ويرى غرانت أن «التعادل 1-1 خارج ارضك يعتبر نتيجة جيدة جداً ويمنحك افضلية قبل جولة الاياب»، الا انه يستدرك قائلا: «الا ان مواجهة ليفربول تعتبر دائماً مهمة معقدة، مهما كانت ظروفها وحساباتها».
ولا شك في ان عوامل عدة تصب في خانة تشلسي في السباق الى النهائي الاوروبي المقرر في العاصمة الروسية موسكو، ابرزها «النوعية الدفاعية العالية» للاعبيه، نجاحه في ابعاد شبح الخسارة عن «ستامفورد بريدج» (على سبيل المثال، نجح الفريق في خوض 81 مباراة متتالية في الدوري على هذا الملعب من دون ان يتعرض الى الخسارة)، رغبته الجامحة في خوض النهائي الاوروبي للمرة الاولى ودخول التاريخ، الحضور الكثيف للعناصر الموهوبة في صفوفه، والمستوى الرفيع الذي بلغه الحارس التشيكي بتر تشيك والغاني ميكايل ايسيان (غاب عن لقاء الذهاب للايقاف) والالماني ميكايل بالاك.
ولا يخفى ان الفوز الذي حققه تشلسي على مانشستر يونايتد يوم السبت الماضي في الدوري والذي جعل الفريق اللندني يتساوى نقاطا مع «الشياطين الحمر» في قمة الترتيب من شأنه ان يمنح رجال غرانت دفعاً معنوياً لدى مواجهتهم ليفربول.
وقبل خوض جولة الاياب، يدرك غرانت نفسه تماماً ان مباراة الذهاب كشفت بما لا يدع اي مجال للشك ان ليفربول كان افضل خصوصا في المناورات الثنائية، في السيطرة على وسط الملعب، في التنويع الهجومي، وفي الكثافة العددية حيث تواجدت الكرة.
واعترف بالاك: «الهدفان اللذان شهدهما لقاء الذهاب جاءا نتيجة خطأين، وهذا يعني ان اي شيء قد يحدث في الاياب. لسنا بمأمن من الخسارة. وليفربول ايضاً ليس بمأمن من الخسارة».
الارادة البدنية
السؤال الثاني الذي يطرح نفسه ايضاً: هل يملك تشلسي «الارادة البدنية» لمواجهة ليفربول؟
لا بد من الاشارة الى ان «الفريق الاحمر» ضمن لنفسه المركز الرابع في الدوري الممتاز وبالتالي بطاقة مؤهلة الى دوري الابطال. ولهذا السبب، لم يستعن المدرب الاسباني رافايل بينيتيز بتشكيلته الاساسية في مواجهة برمنغهام السبت الماضي (2-2)، في الوقت الذي زج فيه غرانت بأساسييه في اللقاء امام مانشستر يونايتد (2-1) السبت ايضا.
وهذا يعني ان اساسيي ليفربول نالوا راحة اكبر مقارنة بتلك التي حظي بها اساسيو تشلسي.
الدولي العاجي ديدييه دروغبا، هداف الفريق اللندني رأى ان «نهاية الموسم الحالي مثيرة للغاية»، في حين ان بالاك أكد ان «الرغبة الكبيرة التي اظهرها اللاعبون تؤكد انهم لن يستسلموا بتاتاً».
سؤال ثالث يفرض نفسه: هل سيتمكن ليفربول من هز الشباك في «ستامفورد بريدج»؟
منذ وصول بينيتيز الى انكلترا لتولي قيادة «الفريق الاحمر» صيف 2004، سجل ليفربول «نتيجة كارثية» في كل مرة دعي فيها الى اللعب على ارض تشلسي، واليكم «جردة الحساب»:
خاض ليفربول بقيادة بينيتيز 8 مباريات في «ستامفورد بريدج»، لم يحقق فيها اي فوز، بل خسر في 5 منها، وتعادل في 3.
والاسوأ من ذلك ان «الفريق الاحمر» لم ينجح في تسجيل اي هدف في تلك اللقاءات مقابل اهتزاز شباكه في 7 مناسبات.
ونشير في هذا السياق الى ان آخر لاعب من ليفربول هز الشباك في «ستامفورد بريدج» هو الفرنسي برونو شييرو وذلك في 7 يناير 2004، عندما حقق الضيف فوزا نادرا على تشلسي المضيف، هو الوحيد للفريق الشمالي خلال 19 عاما.
ويقول بينيتيز، الذي قاد ليفربول الى الفوز بكأس اوروبا في 2005 والى الحلول ثانيا في 2007، والى احراز كأس انكلترا في 2006: «سنعمل جهدنا لوضع حد للارقام التي تشير الى عجزنا في ستامفورد بريدج»، وله الحق في التفاؤل خصوصا ان فريقه يعتبر من اكثر الفرق ميلاً لتقديم اداء جماعي مثالي، فضلا عن قدرته على التركيز في اسوأ الظروف (تذكروا تأخره صفر- 3 امام ميلان الايطالي في نهائي 2005 في الشوط الاول، ونجاحه في ادراك التعادل 3-3 في الشوط الثاني وحسمه اللقب في صالحه بركلات الترجيح)، من دون ان ننسى امتلاكه الاسلحة اللازمة لمواجهة اي ظرف صعب من خلال تواجد الهداف الدولي الاسباني الرائع فرناندو توريس الذي نجح في تحقيق نجاح كبير في موسمه الاول في «انفيلد»، ولا ننسى القائد الملهم ستيفن جيرارد القادر على تغيير معادلة اي مباراة بمفرده.
ولا بد من الاشارة الى تطور مستوى الدولي الهولندي ديرك كويت في الاونة الاخيرة.
ويؤكد بينيتيز: «الفريق ما زال يثق في قدراته. عرفنا ظروفا اسوأ من تلك التي وضعنا أنفسنا فيها عقب التعادل مع تشلسي. نحن قادرون على تشكيل خطورة على مرمى تشيك في الاياب، وسنحاول الاستفادة من اي منها».
ونشير الى ان ليفربول خاض هذا الموسم ست مباريات خارج ملعبه في دوري الابطال، نجح في تسجيل هدف او اكثر في كل منها: فقد فاز على تولوز في فرنسا 1 -صفر في الدور التمهيدي، وتعادل مع بورتو في البرتغال 1-1، وخسر امام بشيكتاش في تركيا 1-2، ثم تغلب على مرسيليا في فرنسا 4 -صفر، وعلى انترميلان في ايطاليا 1 -صفر، قبل ان يتعادل مع ارسنال في «استاد الامارات» 1-1 في ذهاب ربع النهائي.
العقلية اللازمة
السؤال الاخير: هل يملك ليفربول العقلية التي تؤهله الى فرض نفسه مجددا على المستوى الاوروبي؟
لا شك في ان تاريخ ليفربول «الحديث» في دوري الابطال يشهد على نجاحه.
فمنذ اول نصف نهائي «اوروبي» امام الانتر في 1965 (فاز 3-1 ذهاباً وسقط صفر- 3 إياباً)، لم يخسر ليفربول اياً من المواجهات السبع التالية في نصف النهائي.
ويقول جيرارد: «ليفربول لا يعرف الاستسلام. لقد أثبتنا مرارا قدرتنا على العودة من بعيد. انه سر كامن في نفوس اللاعبين».
من جانبه يرى جايمي كاراغز، مدافع ليفربول الدولي السابق «ان مواجهة الاياب لا شك في انها ستختلف عن تلك المواجهات التي جمعتنا بتشلسي في السنوات الماضية»، ويضيف: «هدف واحد يكفي كي نضع كل الضغط على تشلسي ونصبح في وضع المرشحين لبلوغ النهائي».
وقبل «مواجهة الاربعاء الساخنة»، «يفلفش» بينيتيز صور نهائي 2005 قائلاً: «المجموعة التي امتلكها اليوم هي الافضل منذ قدومي الى ليفربول. وعندما استرجع تلك الصور للفريق الذي انتزع الكأس في 2005 في اسطنبول، اتسأل: كيف تمكنّا من تحقيق الانجاز في ظل وجود لاعبين يقلون مستوى عن العناصر الحالية؟ ارى اليوم واؤمن بأننا قادرون على القيام بما هو افضل».